الفكرة من "صلاة مودّع" هي إننا نفتكر الآخرة .. نستشعرها .. نستشعر و نتخيل معنى إننا نكون واقفين بين يد الله سبحانه و تعالى
هي ليست بالأشياء الهينة .. لإن من الصعب إن يحس الإنسان بحاجة مش شايفها .. إنه يدركها .. و بعدين يؤمن بها .. ثم يعمل على أساسها
فلو قلنا إن إحنا هنجيب من الأول خالص, و نبحث وراء أسباب إيماننا بالله .. و دينه .. و كتبه .. و رسله .. و اليوم الآخر
فدي هي رحلة البحث و التأمل و التفكر و التدبر في الخلق عشان نوصل للمسبب و هو الخالق
و دي مرحلة مهمة في حياة كل بني آدم, من دوره إنه يمر بيها و إنه يستوقف نفسه و يسأل..
هو أنا ايه؟ و جيت على الأرض دي إزاي؟ و ليه؟
ثم الدخول في حلقة تأمل و تدبر الكون و تفاصيله و معجزة تسييره على نهج متكامل سوي
و الرحلة دي ممكن تستغرق وقت شوية لناس, و ناس تانية هتشوفها واضحة زي الشمس .. و غالبا الناس التانية دي هتكون من الناس اللي بيربطوا المعجزات العلمية بالآيات القرآنية .. و اللي بتوديهم لإن أول حاجة إن فيه إله .. خالق لهذه المنظومة المعقدة بكل ما فيها و ما عليها .. و تاني حاجة إن هذا القرآن لا يمكن إلا أن يكون من نفس المصدر العالِم بأسرار الكون و خفاياه اللي الإنسان لحد إنهارده بيحاول يستنبطها بإدراكه المحدود.
بعد هذه المرحلة الغير هينة بالمرة, و اللي ناس كتير بتدخل تتوه و تقع فيها أو تقف عندها, و دي غالبا الناس اللي بتبدأ تدور على تفاسير لكل صغيرة و كبيرة في الكون و اللي هو من المستحيل .. لإن الإنسان كمخلوق لا يمكن أن يصل بإدراكه المحدود لجميع المخلوقات .. و إلا فما الفرق بينه و بين من خلق ؟
ناس تانية بقى بتكمل بعد المرحلة دي لإدراكها ببساطة أن المنطق كعلم و منهج فكري إذا طُبّق على الجزء يُطبق على الكل, و بم إن الجزء البسيط اللي يقدر الإنسان إدراكه فيه كتير من التفاصيل الكافية على الإدلال بوجود الخالق (منها خلق الإنسان نفسه و تكوينه), و على المعجزات العلمية في كتابه, فهنا بيبدأ الإنسان في تعدّي المرحلة "الخطرة" بين الشك و اليقين و يصل لبر الأمان..
بس هو فين دلوقتي؟ لسة على البر( زي ما بنقول كدة ) .. طيب و بعدين؟ بيبدأ بقى عملية التنقيب عن (أساسات) يبني بها (قواعد) ليه عشان (تثبته) في المكان ده
و إحنا في ديننا الحمد لله جاتلنا على الطبطاب في حديث (بُني الإسلام على خمس.. ) إلى آخر الحديث.
يعني الأساسات موجودة؟ طيب حلو أوي .. مش نبدأ نبني بيها بقى؟ .. و هو مش عشان نبني بيها لازم نبقى عارفين بنبني بيها إزاي؟
طيب .. بم إننا على البر يعني إحنا خلاص عرفنا الأساس رقم واحد (شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله)
نييجي بقى لـ (إيقام الصلاة)
و هنا هنقف مع بعض شوية .. (شوية كتير) .. عشان هنا هنبدأ نعرّف معنى الصلاة في حياة كل واحد فينا
كل واحد يسأل نفسه .. هو بيصلي ليه؟ و إزاي؟ و بيدرك قد إيه من نسبة الحروف اللي بتخرج من لسانه مع كل حركة في الصلاة؟
ده بقى اللي بإذن الله إن أحياني هاكتبه المرة الجاية (عشان طولت مني المرة دي أوي :)) )
No comments:
Post a Comment