Sunday, August 25, 2013

*95* مناجاة

ضجر الأحداث صار يقتلني.. تقلبات النفوس و انكسار المبادئ غدى يشعرني باشمئزاز بشع
أهم أناس حقا؟ .. أهم نفوس حقا؟ .. أهذه كائنات أصلها جَنّة؟ أم هي فقط بها جُنّة؟

تكاثر الحِمل يا ربي و لم أعد أدري ما الطريق و لا من الرفيق.. 
والله يا ربي ما أنقم قدرك قط, فهي دنيا, منك و لك, سبحانك خالقها و مدبّرها و ناهيها
ولكنه التيه.. لم أعد أعلم بمن أثق, و لا بمن أغدو غدوه, لم أعد أعلم ما دوري على هذه الكائنة الهائلة في عالم كفر بكل شيء .. كل شيء .. حتى أن كفرهم كفر بقدرك و قدرتك سبحانك 

ياربي كل المعتقدات قد تهشمت, كل الأصنم قد تحطمت, كل الأسس قد أزيلت .. و لم نعد نعرف شيء .. كله تهدّم, حتى أن الدين لم يعد يُفهم.. شعائر؟ نعرفها .. عبادات؟ نعتقد أننا نعرف بعضها و نعتقد أننا نجتهد في معرفة ما أخفى علينا .. و لكن "الدين" .. "النظام و المنهاج" .. "العقيدة المطبقة" .. جهلناه فجهلوا علينا .. تركناه فتُركنا في تيه الظلمات و الظلمة .. نعم هي بذنوبنا .. نعم هذا ما نوقنه ..

ولكن أين الطريق؟ يا الله ساعدني.. يا الله ساعدنا.. يا مغيث أغثنا..

يا ربي, يا من إليه فوضت أمري من كل أمر بي و حولي
لم أعد أطيق الحديث, فهذا إفتراء و ذاك كذب, هذا ضلال و ذاك فجور هذا ظلم و ذاك تطرف .. سئمت الجموع و توجهت لك يا "حق" خالص لا زعزعة فيه و يا يقين لا به ريب 
سئمت حديث الخلق, فأنابت نفسي إليك .. عجزت عن الكلام فها أنا أحاول الكتابة .. أحاول قول ما يعجز الفيه عن النطق به, أحاول .. و أنت الغني عن كل كلم .. أنت العالِم بالحال و الغني عن السؤال .. أنت "ربي" 

...

كلما تأملت تفاصيل الأحداث كلما اضطربت .. لا أدري ما حجم العوامل المؤثرة, و لكن حجم المناظير التي أرصدها و أحاول الاجتهاد فيها عساني أجد الطريق, كبير, كبير حتى أنه زاد حملي كلما اندرجت في احداها ثم أجد اليأس يتخللني فأهرب سريعا لأخراها ثم ما ألبث إلا قليلا جدا.. 

لا أعرف إن كنت أرصد مناظير فوق طاقتي فترهني و تدكني دكا ثم تهبط من عزيمتي فلا أسعني أفعل شيء.. أم أني قد خلقت هكذا.. أؤمن بقدرات فوق قدرات من حولي, أوقن أني ما خلقت لأكون هنا أفعل كفعل البقية و حسب .. أؤمن أنما كل ذاك هو حملي و عليّ تحمله .. لا أعرف إن كانت الآية الكريمة (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) في وسط هذه الأحداث هي للنفوس الضعيفة كي ترخو و تستسلم و تبقى فقط النفوس الأبية في نضالها.. أم أنه رحمة بنا و جبر لقلوبنا .. لا أدري حقا .. فلم أعد أدري ما التأويل .. و التفسير .. و بمن أثق و بمن أخف, أو لنقل بمن أحترس .. 

أهي زلزلة فلنراقب بعضنا البعض كي نحترس أو نخوّن و نفترق شيعا كل يحسب أنه على حق؟ .. أم نعود ونعمل على الدعوة من جديد عسانا نتحد تحت راية الحق مرة أخرى؟ عسانا ضللنا الضعيف فينا بظلمنا للدعوة؟ .. الاصلاح أم رفع شعار "لا عودة" ؟

المضي أم الرجوع؟ ..

و أين كل تلك التفاصيل من المنهج؟ أين نحن وسطها بدون أسس أو معتقدات أو مبادئ؟ كيف نبقى على هذه الحياة اللا حياة! كيف نرضى عن أنفسنا وسط ذلك التيه! ماذا حركنا؟ شهوة الثأر أم رغبة النصر؟ و النصر لمن؟ للمفقودين أم للدين أم باسم الدين؟ 

يا الله هديك أبغي .. يا الله هديك أبغي ..يا الله هديك أبغي 
سبحانك اللهم و بحمدك
لا إله إلا أنت
أستغفرك و أتوب إليك

No comments:

Post a Comment