*102* هل هو جُرم؟

إني لأتساءل .. هل هو جرم أن نحب الفعال و الخصال؟ أن نحب المواقف؟ نحب الروح الفاعلة؟ نحب أثر السعادة الذي يعقب الفعل أو القول؟ .. هل هو جرم أن نحب للحب؟ أن نحب كل جميل :) 

هكذا هو دوما معي, أحب الجميل لجماله, و هكذا هو دوما أيضا, أحب كل جميل أستشعره في كل نفس .. دوما هناك جمال ولكن لمن يبحث عنه في النفوس

و أحيانا .. أحيانا نادرة و لكنها تحدث .. أن تتكاثف مظاهر الجمال في روح ما يقدر المولى ان تقابل روحنا في هذا السفر القصير .. فتضفي بهجة على روحنا ليس لها مثيل :)

و العجيب ان الجمال لا يكمن فيما يُقال بل هو غالبا فيما لا يُقال حفاظا على الود في الوصل, غالبا ما يكمُن في الأفعال البسيطة الخفيّة دون عن غيرها .. 

أحيانا يكون الجمال في اتيان العهود التي لا حرج من عدم اتيانها و لكنها تُؤتى فتضفي جمال على الروح و تقوي الوصل وترفع الشأن

أحيانا يكون الجمال في وقع النظرات .. و غالبا ما يكون فيما حُجِب منها

أحيانا يكون في بسمات خفية تحمل الكثير في طياتها

أحيانا يكون الجمال أعمق من أن يُرى بالعين المجردة, و لكنه يُرى بوضوح بعين الجمال في القلوب

أحيانا يكون الجمال .. فقط جمال .. جمال يُدرك في أثره لا في سببه .. جمال يصعُب على النفس تفسير حبه و لكنها فقط تحبه.. 

و ما بال الروح ان التقت بروح تُقدِّر الجمال! كارثة جمالية D= ! ليست كارثة في ذاتها و لكن ان تعلقت الارواح بموجب هذا الجمال.. إن تعلقت بوصل يَهدم هذا الجمال.. فإنها حقا كارثة.. 

وهنا أقف, هنا بالتحديد, هنا حيث يهب الجميل المبدع بعض من جماله سبحانه لروحي المشتاقة التائهة في ارض تهدم كل جميل و تحاربه حربا عبثية لا تفسير لها, هنا يهب الجميل روحي لقاء أرواح ما زالت تحمل في طياتها جمال حر. جمال الفطرة, جمال العقيدة, جمال الأصالة,.. و جمال آخر لم أعرِّفه بعد .. و لكني أدركه .. و أدرك كم هو نقي حر .. حقيقي .. نعم فالزيف في الجمال أصبح يكسو معظم الأشياء . جمال مفتعل .. و لكن هذا .. مازلت أعتقد أنه حقيقي .. و هنا تكمن كل الأسئلة .. هنا بالتحديد..

هل هو جرم أن نحب الجميل لجماله؟ .. هل هو جرم أن نحب الحب للحب؟ =)