Wednesday, May 30, 2012

*54* اشتياق

من بين كل الهالات الخائنة للعين تشتاق نفسي للحظة رقي..

تشتاق للحظة من تلك اللحظات التي حظيت بها من بين تلك السنين التي مضت من عمرها .. فقط بضع لحظات, جائز أن تصل لبضع أيام و لكن لا.. أشك أن يصل محصولها لأيام.. فقط بضع لحظات من الرقي الكائن خلف الصور الزائفة للحياة .. خلف خوائن العين و الهالات المصطنعة .. خلف دنيوية الأشياء ..

تلك اللحظات التي تحيا بها و فيها النفس .. 

تحيا بالسمو, بالترفع عن كل ما هو دوني, تحيا بصفاء خالص و كأنه الضياء المطلق الذي لا تشوبه شائبة 
و كأنها تحيا بعيدا عن هذه الحياة بكل ما فيها و ما عليها..

 و لكنها تحيا فيها بدونها..

فإنها حين تحيا فيها .. تحيا و لكن بهالاتها الخاصة بها هي وحدها .. تحيا فيها ببصيرة خاصة  بعيدة الأمد عميقة المعنى ..تحيا بنفس مرتقية .. بل هي في حالة رقي مستمر, حالة يستقر فيها البحث الإنساني و يستمر فيها الإرتقاء إلى مراحل لا تعلم مداها..

  كلما ذهبت بعيدا بعيدا خلف كل السطحيات, كلما استخلصت لنفسها الجواهر من تلك الأطنان من الشوائب ثقيلة الحمل داكنة اللون من غرازتها.. 

حينها ترقى .. فتحيا

تلك اللحظات التي أحتسب نفسي حيتها من دون تلك السنون و أحتسبني سأجدها في حياتي الخالدة تضفي ضياء على كل أيامي و أعمالي من دونها.. 

فهو الضياء الذي لم ترهُ عيني المجردة و لكن رأته عين نفسي

1 comment: