دنيا هي, بكل ما تحمله الكلمة من دنو و آسى و حزن و مرارة و صراعات داخلية و خارجية لا تلبث أن تقف إحداها حتى تُشعل الاخرى
لا أعرف لما أكتب الآن, فهو ليس بوقت كتابة, و ليس بوقت انشغال عن رمضان في التفكر في صراعات الحياة و مآسيها, نعم يجب عليّ النهوض و الصلاة و السجود و الاستغفار و المداومة في اخلاص, و لكن أجدني خارج كل نطاق, أجدني بعيدة كل البعد عما كنت عليه غير بعيد, أجدني في غيابات جمة و تيه كتيه أيام مضت وانقضت بكل ما فيها .. كلما اتفكر في الحالة أجد صوت العقل يقول لي في استنكار "عدنا" .. و يا لها من عودة غير محمودة, عودة لحياة غير حياة, عيشة ليست بالهانئة و لا المريحة سواء للعقل أو القلب. عيشة كلها سخط عما وصلت إليه النفس من بُعد عن الحق و جفاء بعد خشوع و نوايا مختلط عليها العبث الدنيوي بعد ارتقاء و صفاء دام ما دام من الوقت بفضل الله, و لكن الآن .. لا أعرف و لا أفقه و لا أرضى بالحال و كلما ابتعدت تعست و كلما ابتعدت ازدادت الصراعات الحياتية و ازداد حنقي و ازداد الهم فوق الهم و غدوت لا أطيق ما عليه ولا به
لا أعرف لما أكتب الآن و هنا, يُحتمل أن أُخرج كل تلك الأفكار العبثية و الخواطر الحانقة فأزيحها عن العقل؟ هنا .. هنا أغلق كل النوافذ و أكتب وحدي لا اهتم من يقرأ أو لا يقرأ, لا اهتم رغم أنه ضد تكوين شخصيتي, و لكني لا آبه حقا, او هكذا أجعل نفسي تصدق, حتى يتسنى لها الانطلاق بحرية و اخراج كل تلك الآفات العقلية عساها تجد جواب وسط كتابة خواطرها, عساها تستمع لخواطرها أو تقرأها فتُحدث تغييرا, عساها تقرأها و كأنها ليست لها فتنتقدها أو تجد لها حلا أو حتى ترميها بعيدا و تصفى
أجدني عبثية مشتتة و اشعر بالذنب إن أضاع أحدهم وقته في قراءة ما أكتب, أتمنى أن لا يجدها أحد.
--------------------------------------------------------------------------------------------------
فاصل موضوعي .. أو فكري .. أو عبثي
__________________________________________________________________________
كل شيء لا يتم في وقته يُخلِّف أخطاء متراكمة عليه لبقية اليوم, و يوما بعد يوم تصبح الحياة خطأ كبير
لاحظتها كثيرا و لعلي أتعظ. إذا أصبحت يوما و لم أصلي الفجر, فهذا نذير بعدم بركة في اليوم و خطأ جم قد ارتكبته سابقا
و إن أصبحت و قد أذن الظهر و لم أصلي فور قيامي, فهذه منقطة عبثية ايضا, فما هو أولى من الصلاة على كل حال؟
و إن أصبحت و قد هممت أتفقد الأخبار أو آخر جديد على صفحات شبكات التواصل و لم أولي الأولوية لأذكار الصباح قبل أي عمل, فأخطاء كارثية أرتكبها و نظام يومي يختل رأسا على عقب.
نعم بدايتها "الأولوية" و التي تنبع من "التصديق" و "اليقين" و "الوعي" لمفهوم هذه الحياة .. فإن صدقتُ المعرفة تصبح يقينا مع الوقت و ارتقت بي و بدرجات الايمان .. فهي درجات لا تخطو واحدة قبل تصديق سابقتها .. و إن إختلت واحدة تنزل درجة ثم أخرى ثم تنزلق زلقا و أنت مذهول تماما و لا تقوى على الامساك بما انت عليه و لا تقوى على منع دنوك من الأرض بعدما ارتقيت على سلم الحق و اليقين
و ها أنا لا أنزلق و لا أعرف .. فلا يوجد وصفة سحرية بعينها للرشد .. اعرف يقينا أن البداية في الارادة الصادقة, و لكن الارادة لا تكتفي بالنوايا أو الدعاء .. لا أعرف من أين أبدأ مرة أخرى .. فالعوامل كثر .. هل أبدأ من الصلاة عماد الدين؟ و لكن تشتيت الصلاة يكمن في التعلق بتفاصيل الحياة .. فهل أهجر الدنيا و الناس لبضع الوقت؟ و لكن في هجرهم مشقة لا يقوى عليها إلا القلب المهتدي المكتفي بالواحد القهار, و أنا قلبي قد تعلق بشكل عبثي غير مقصود, و يتيه في دوامات هو ذاته لا يقتنع بأي منها و لا يريد التعلق بأي منها ..
أعرف العومل و لكن أيَّها بداية السلسة؟ أعرف المرحلة و قد مررت بها مسبقا, و لكني لا أتذكر كيف كانت البداية .. سابقا لم أكن قد تعرّفت بهذه الحياة المرتقية, فكان هروبي من الدنيا هروب كامل لا أبغي أي شيء إلا وجهه سبحانه .. و حقا لا اتذكر كيف كانت البداية .. كل ما أتذكره هي العوامل و الحلاوة التي تذيقها النفس في الرقي المستمر و الرضى و السعادة بالقضاء و القدر و الإيمان بأن كل الامور خير و الحكمة المعطاة من الحكيم في تدبر آياته في الكون و التمهل في الأمر و التبطُّء في سرعة شريط الحياة و احيائها .. اتذكر كيف الخير كان يجلب خير و كيف كانت صراعات الدنيا كان تحل واحد تلو آخر فأصبحت بخير حال .. نعم أتذكر و يالتني أعد لما كنت عليه .. نِعم الخير هو ذاك .. نِعم الحياة حياة لله في الله بالله على الله .. نِعم الحياة حياة في القُرب منه سبحانه .. نِعم الحياة و لا حياة غيرها .. لا حياة
No comments:
Post a Comment