Sunday, June 23, 2013

*91* عل أصل ..دوّر! (ولو لقيت قولّي)

أنا مش فاهمة و مش عارفة ولا قادرة أستوعب اللي بيحصل .. بس كل اللي اعرفه إن كمية الصدمات اللي أخدتها في حياتي ما هي إلا لسبب واحد .. اني قررت أثق في الناس .. مش كلهم ولا حتى عدد كبير .. لكن النقطة في حد ذاتها إن يبقى فيه حد ممكن أثق فيه بنسبة عالية مكانتش متواجدة .. طيب و ايه اللي أوجدها؟ اللي أوجدها إن معدل الغباء زاد عندي من ساعة ماتدعكت في التعليم المصري من ثانوية عامة 
فعلا معدل الغباء زاد و ما زال في ازدياد .. بس خلااااص! (خلاص دي طالعة من جوه أوي) .. خلاص الواحد بعد كدة لو اتغابى ممكن يلاقي نفسه في مستشفى المجانين (بلا أدنى مبالغة)

كل مرة حاجة تحصل بابا يقولي "إنتي لسة ماشوفتيش حاجة" .. بصراحة أنا مش عايزة ولا ناوية أشوف تاني طالما كل اللي باشوفه عبارة عن "دونية" أقرب للحيوانية منها للإنسانية
--
كمية الهري و العك و المشاكل الدونية اللي الناس ابتدعتها (يرجع لقلة الأصل غالبا) خليتهم يعيشوا في دوامات جوه دوامات و حوارات و حاجة كدة تبعث على نفسي بالاشمئزاز .. طول عمري أبص عل ناس دي من بعيد و أستنفر منهم, و اخليني انا في حالي, باحاول أحافظ على اللي اتربيت عليه و كنت فاهمة إنه الطبيعي, و إن الناس دي هي اللي مش طبيعية, هم اللي عندهم فراغ يمكن أو عدم رؤية صحيحة او خلل في التربية .. معرفش بس دايما نوعية الناس دي بتبقى عندها مشاكل حياتية بتؤدي بيها للدخول في الدوامات دي 

و مع بداية مرحلة الغباء اللي بدأ يحصلي, بدأت ألاقيني باتعرف على الناس من هذه الشاكلة من الناس, بدأت أحس إنهم عاديين بس الدنيا واخداهم, شوية بشوية لقيتني في تانية ثانوي جوه المعمعة دي! جوه ناس عمري ما كنت أفكر أعرفهم و لا أتعامل معاهم و لقيتني باسمع حواراتهم .. لأ و الأدهى إني باتأثر و أتعاطف معاهم! 

خلصت السنة العجيبة دي وفوقت من حالة البنج دي.. لكن بعدها و على مدار كذا سنة (حتى الآن) اكتشفت ان مجرد دخولي وسط ناس (مش زيي) انهم سابولي شوية عوامل سلبية مش عارفة أتخلص منها:
- بقيت باتعامل مع كل الناس !! و عندي قابلية إني أتعرف و اتعامل من قريب, ونسيت إن فيه ناس لازم أحط خط أحمر و ماجيش جنبهم أصلا منعا للعدوى! 
- بقت فكرة إني أثق في حد بدرجة عالية متواجدة, بعد ما كانت مش موجودة من الأصل, بقيت أحسن الظن بالناس و أقول لأ أكيد فيه ناس كويسة! ما هو أصل الناس طيبة بس هم اللي تايهيين في دوامات الحياة!! (إنتي هابلة؟ ما كل الناس طيبة, بس في حالات نفسية مرضها مُعدي! ايه الغباء ده!)
------------
لفترة من الزمن كنت فاكرة إني اللي اتربيت عليه هو الطبيعي, يعني عند كل الناس, و بقيت أتعامل مع الكل بكل المستويات و الثقافات و كنت مبسوطة إني باعرف أتكيف مع كل نوعيات البشر و ماحسسش اللي قدامي إنه غريب مهما كانت خلفيته أو تربيته أو أسلوب حياته (بما لا يخالف شرع الله) وكنت نسيت تماما إن الناس معادن و أصول و كنت حاسة إن تربيتي كان فيها نوع من الطبقية اللي أثرت عليا بشكل غير مقصود, و إن دلوقتي أحسن لإني بقيت أتعامل مع الناس إن كلنا "نفوس" كلنا طيبين و كلنا لينا أمراض في نفوسنا بردو.. بقيت أتعامل إن المسألة مسألة "دين" يعني يا حد يعرف دينه يا مايعرفش..

و ده أكبر غلط عملته في حياتي!

الطبقية اللي كانت بتأثر على حكمي على الناس (وركنتها فترة بادعاء إن I shouldn't judge people) نسَّيتني إنها أساسا كانت موجودة مش للكِبر ولا التعالي, لكنها كانت موجودة لإنها كانت بتميز "ولاد الناس" اللي اتربوا في بيوت على أخلاق و عادات وتقاليد و "أصول", الناس اللي تقول عليهم "مايخرجش منهم العيب".. آه هم بردو الناس اللي ساعات "بتحبكها" عشان بتوع "إتيكيت" .. بس ده اللي الناس بتشوفوا من برة, لكن من جوه الإتيكيت هو "المعدن الأصيل" و "الصح" اللي بيتربى جوه الواحد تلقائي من غير مايخد باله, هو الأفعال البسيطة والردود البسيطة اللي محدش ياخد باله إنها غريبة إلا اللي غريب عن طريقة التربية دي, لإن اللي اتربى عليها بيحس إنه مابيعملش حاجة زيادة و إن ده كله "مفروض" .. مش "ذوقيا" منه يعني و لا تفضُّل على خلق الله. 

كل اللي فوق ده لما بيوضع في إطار ديني على أسس و عقيدة, وتتعجن كدة جواه بتلقائية, بعدها تيجي تنزل تتعامل مع الناس اللي في العالم الخارجي (اللي هو أي حد برة عيلتك) بتلاقيك بتصنف الناس بتلقائية و تميز بسرعة اللي زيك واللي مش زيك .. و ده طبعا بعد صدمة إن فيه ناس مش زيك! و إن اللي بتعمله ده زيادة! أو مش متواجد إلا في أندر النوادر! 

لو ماظبطش الأداء و تكيفت مع الناس, هتلاقي والعياذ بالله "الكِبر" و "التعالي" اتوجدوا ... و الحل التاني انك تتكيف مع كل الناس من غير ماتحسسهم بفروق .. و دي الحفرة اللي وقعت فيها! لإني مع الوقت نسيت الفروق! و بقيت أتطبع بطباع الناس .. و اتعك بعكهم! 

بس للعك حدوود .. أيوة الله للعك حدود! و مهما حصل فالفطرة مابتسيباكش تتعك كدة وتغرق .. هي بردو ليها حدود وبعدها بتبدأ تتلقى الصدمات واحدة تلو الأخرى! زي اللي حاصل فيها دلوقتي عندي كدة

اللي حصل إني بقيت أشوف درجة الدين عند الناس من أخلاقهم في التعامل و سلوكهم الظاهري, وأحاول اطبق شوية علم نفس ومقارنات للشخصيات.. بس ولو الدنيا كويسة بابدأ أثق في الناس .. متجاهلة بنسبة كبيرة جدا خلفية الناس دي! و إيه أصلهم وفصلهم زي مابيقولوا 
نسيت إن الدين تطبيق و عشان حد يطبقوا صح لازم تبقى الأساسيات عنده صح, ولازم الأخلاق تبقى متواجدة ومتطبقة صح, مش مجرد حد قرر يبقى متدين! ولا حتى قرر ينتمي لفكر ديني عشان يسحبوه معاهم للصح فهو كدة بقى خلاص تمام يعني! 

دائما أبدا .. عل أصل دوّر! دائما أبدا .. وبعدها بقى نبقى نشوف مدى تطبيق هذا الأصل للدين .. لإنه كل ما المعدن كان أصيل كل ما تطبيق الدين هيبقى أسهل لإنه أقرب للتربية (اللي هي بردو أصلها الدين ولكن مع الزمن أصبحت "الأصول") .. زي بالظبط ما واحد يبقى من الفيوم و بعدين يقعد شوية في القاهرة .. لما تقرر تعيشه في الفيوم الموضوع هيبقى سهل لإنه في يوم من الأيام كان الأصل هناك .. بعكس اللي جاي مثلا من سينا وقلتله تعالى عيش في الفيوم .. لا يستويان (ده على سبيل المثال لا أكثر)
------------
اللي خلاني أكتب كل ده هو أكيد تراكمات كتير, بس فعليا آخر حاجة هي اني اتصدمت في أفعال من ناس مكانتش واردة أصلا في قاموسي ولا أي حسابات
اللي صدمني غير أسلوب الصدمة نفسه, إن كل ما اجي أفكر فيها من ناحية ألاقيها بتصدمني أكتر. يعني لو باتكلم إني مابطلبش من حد في تعامله معايا غير "النزاهة" كشرط لا غنى عنه, فهنا النزاهة اتمسحت بأستيكة, طيب من باب الأصول؟ مفيش خالص! طيب من باب الدين؟ ملاقيتش مخرج .. طيب اي حاجة؟ .. ما هو انا مش باتلكك عشان أسيء الظن بالناس, ولا إني أرجع أفقد الثقة تاني و أتعامل زي ما كنت زمان.ز بس أنا فعلا مش لاقية مخرج و لا حتى عارفة الاقي مُسمى للي حصل! 
أجيبها كدة أجيلها كدة هي كدة! هي صدمة .. و ربنا واحد يعلم هو انا إزاي برغم كل اللي باكتبه ده لسة محافظة على هدوئي و ما رديتش 
النقطة إن هارد أقول إيه؟ ما هو الناس خرجت كل التوقعات اللي في قاموسي ممكن تتوجد, و كل اللي سابوهولي ازبهلال تام! لا هاعرف أعاتب من وجهة نظر الدين ولا وجهة نظر الأصول ولا الأخلاق و النزاهة ولا أي حاجة أبدا! كله اتضرب به عرض الحائط!

و في نفس الوقت أنا مش هسيب الموضوع يعدي عليا مرور الكرام, ما هو لازم اتعلم بقى! .. أو بمعنى أصح لازم أرجع كما كنت.. 

فاكس ناس .. هي دنيا .. اعمل بأصلك و اتجنب عديم الأصل  .... ولله ما أخذ و لله ما أعطى 

3 comments:

  1. "لو ماظبطش الأداء و تكيفت مع الناس, هتلاقي والعياذ بالله "الكِبر" و "التعالي" اتوجدوا ... و الحل التاني انك تتكيف مع كل الناس من غير ماتحسسهم بفروق .. و دي الحفرة اللي وقعت فيها! لإني مع الوقت نسيت الفروق! و بقيت أتطبع بطباع الناس .. و اتعك بعكهم! "
    النقطة دى مهمة اوى, ديننا دين وسطية لا افراط ولا تفريط
    ربنا يفتح عليكى :)

    تعليق صغير بقى, هو احنا ليه بنعامل الناس وبنكون معاهم علاقات اصلا
    الاصل اننا بنعمال الناس ونتعايش معاهم ابتغائا لمرضاة الله, احنا بنعامل ربنا فيهم
    اذن انا مش هايأثر فيا ردود افعالهم, ومش هاعملهم بشكل اكبر من قدرهم لانهم مش هدفى فى ذاتهم اصلا
    كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر, هى دى رسالتنا وهو ده دورنا
    اه طبعا الطريق مليان صعوبات وهنتأذى كتير, لكن هى دى سنة كل الانبياء والصالحين اللى كانوا بيحاولو يوصلو رسالة ربهم
    وعلى الرغم من كل الصعوبات هم صمدوا وثبتوا على الحق يقينا بان ربهم هاينصرهم, وقد كان وربنا مش بيسيب حد من حالمى رايته ابدا
    وهى دى النقطة الى اللى الشيطان بيحاول يسنيهالنا, ان طالما احنا بنسعى عشان رضى الله مستحيل هو يسبنا, هو اكرم من كده بكتير,بس احنا نثبت بس

    حاجة كمان, واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون جهه, من اهم الحاجات فى الدنيا دى الصحبة الصالحة
    اللى لما الدنيا بتقفل علينا ونضعف او نتعب يهونهوا علينا ويذكرونا بالله ويقفوا جنبنا فى رحلتنا للجنة
    دول اللى تمسكى فيهم بايديكى وسنانك :D

    ReplyDelete
    Replies
    1. ما هو انا صدمتي يا مبروك مش في ناس عادية .. صدمتني فيمن يسموا بالصحبة الصالحة =) .. اللي عمرك ماهتكتشف حجم الخلل اللي جواهم إلا نادرا جدا على حسب مدى علاقتك بيهم =)
      فقدان الثقة مش من مفيش .. فقدان الثقة هو بناء على صدمتي في ناس يفترضوا من أفضل و أنقى الناس اللي قابلتهم =) كل اللي حصل إني تهاونت بأشياء لم يفترض بيا التهاون فيها .. الأصل =)

      Delete