Monday, February 13, 2012

*27* فلنغرسها

مجرد خاطرة..

مؤخرا بدأ الناس يلاحظون و بشدة عن أي فترة سابقة ظهور علامات الساعة الكبرى و بشكل مخيف, و مع الأوضاع الجارية في الشرق الأوسط من إنقلابات و إضرابات بدأ الناس تبادل سلاسل الإحباط, و لنلقي نظرة عامة, فسنجد أن نسبة المحبطين عمليا هي الأغلبية, و إن حاول البعض القليل الحفاظ على الروح المعنوية المرتفعة و إقناع الذات بالتفاؤل و تجديد الأمل, و لكنه غالبا ما يكون إقناع نفسي فقط لا يظهر تأثيره على العمل و الحياة الواقعية, و إنما يظهر فقط على شكل بضع كلمات سريعا ما تختفي  مع أول حادث ضخم أو حالات وفاة بالجملة ثم لا تلبث الجمل الساخرة بالظهور و الإنتشار و التعليقات التي تبدو  في ظاهرها ساخرة للتخفيف من وطأة الحدث و لكنها في فحواها يائسة تهبط من العزيمة لا العكس. 

و بالرغم من تمسكي بالأمل و محاولاتي المستميتة للإبقاء على التفاؤل داخليا و ظاهريا, إلا أني لاحظت أنها تنسحب تدريجيا من أفعالي. لقد بدأت أشعر أن نهاية العالم اقتربت بشدة, و الأحداث تساق إلى الأسوأ. إنه إحساس بائس! هذا الذي يمكن وصفه بـ "النهاية" فما جدوى العمل بتلك الحماسة التي كانت تصاحب عملي؟ و ما جدوى الإجهاد للتفكير في مستقبل لن نشهده لأنه لن يكون هناك, نعم إنها النهاية. سأعمل بجد, و لكن بدون شغف, بدون نظرة مستقبلية يملؤها الأمل و السعي لبناء مستقبل أفضل لأجيال قادمة, لأنه لن تكون هناك أجيال قادمة, إنها النهاية! 

و لوهلة تذكرت حديث شريف, كان من شأنه قلب كل الموازين! كنا نتناوله كثيرا من قبل و لكني قد نسيته مع الأحداث المتعاقبة و التي كان من شأنها هدم طموح أجيال, إنه حديث بسيط في أسلوبه عميق في فحواه. 

يقول صلى الله عليه و سلم:
"إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل"

**و الفسيلة هي النخل الصغيرة.

و معنى الحديث الشريف, أن المرء يبقى على عمل الخير  ولو كان قبل القيامة بلحظات، فإنه مأجور على ذلك.
 فإن كانت هذه القيامة قيامته, أي إنتهاء حياته الدنيا, فلابد و أن يبقى على الخير, فسوف ينفع به غيره و تكون كالصدقة الجارية.
 و إن كانت القيامة هي قيامة الأرض و من عليها, فغرس الفتيلة أو النخلة على الرغم من أنها لن تنفع أحد فسوف يجزى بها صاحبها خيرا.

و الآن و مع هذه النظرة التي من شأنها قلب الموازين, أستطيع أن أقول أنه فعلا لن يقلقني من الآن ماذا يحدث في العالم من أحداث تهدم و لا تبني, فطالما روحي تحيى في جسدي فسأغرس خيرا, لأنه مهما كان هذا الخير, و مهما كبر أو صغر حجمه, فإنه إن لم ينفع غيري, فإني سأحتسبه عند الله أجرا لي :)

فصدق من بعثه هدى و رحمة للعالمين :) و صدق حين قال:

"فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ" : )



1 comment:

  1. اتمني سيدتي ان تضعي هذا الحديث الشريف نصب اعينك ... حيث في بعض الاحيان - ان لم يكن اغلبها - تلهانا الدنيا بامورها الصغيرة منها والكبيرة ... سنتذكر قليلا وننسي كثيرا ولكن ستظل اهدافنا محفورة في اذهاننا وسيبقي الطموح والامل صفة دائمة فينا .... وسنقاتل بكل ضراوة طالما الخير مزروع في قلوبنا .... :)

    ReplyDelete