Showing posts with label تفكر. Show all posts
Showing posts with label تفكر. Show all posts

Sunday, April 28, 2013

*88* دعوة مُختَلَسَة .. دعوة للتفكر "2"

وسط زحم الدنيا وصخب الأحداث تفقد الروح.. تققد الحِس.. تفقد القدرة على التعبير عما يدور حقا في خلدك, حيث أنك تفقد تناغم الكلمات ورتابة الأفكار و تحويل الخواطر المتناثرة المتكاثرة في خلدك إلى حديث عاقل تُسمع همساته فتُفهم وتُدرك وتضفي قيمة أو توجه رسالة أو .. على أقل تقدير تكن متنفثا لصاحبها 

أعترف أنني افقد الكلمات, بل الهمسات, حين تأخذني الدنيا وترحب بي كضيفة جديدة تنزل بدار ضيافتها, حيث الزحم الوفير من كل شيء و الفيض الكثير في كل شيء, و الطرقات المتشابكة المتهالكة ذات الاتجاه الواحد.. إياب لا عود فيه.. طرقات كلما تعمقت أفقدت سالكها قسطا من ذاكرته الحسية بالأشياء وأصولها وقيمها.. فلا يتذكر ولا يحِن ولا يعود, بل الأدهى أنه كلما قطع السالك قسطا من الطريق, أضافت له الدنيا سرعة إلى سرعته وكأنه بداخل لعبة تزداد نقاط سرعته كلما مضى فيها..


 فتجد السالك تحول من سائر إلى عادي إلى راكب .. ولكنه أبدا لا يطير! وكيف له أن يطير! وكيف لمضيفته أن تسمح له برؤية الطرقات من الأعلى؟ هراء! أتدعه يطير ويرى الأماكن التي اعتاد عليها؟ أم الأناس الذي فقدهم في الطريق؟ أم أولئك الذين نسيهم نسي الفاقد لذاكرته وهم أقرب أقربائه! أتدعه يرى الأشياء على أصولها؟ و تمحور القيم والعادات والقيم الانسانية والمجتمعية منذ أن دخل ضيافة الدنيا وحتى اللحظة؟ لا بل هو من المستحيل أن تدعه يطلق لجسده وروحه العنان فينصرف حيثما وكيفما يشاء

ستدعه في الطريق التي أجبرته هي عليه, مضيفة إليه بعض الألوان المزهرة حتى لا يمل, ولا حرج إذا أضافت له من المحرمات شيء صغيرا, فقط صغيرا جانبا حتى اذا ما مل الطريق و غشيته الوحشة, تَلَهَّى بشيء جديد, و بالطبع لن يتعرف عليها كمحرمة, بل إنه فاقد الذاكرة ولم تعد كلمة "محرمة" تشغل قاموس كلماته, و إن سهوا مر برفيق في الطريق قد تمرد على الدنيا وبدء باشاعة الكلمات الغريبة التي لم يعد لها وجود, لربما اعتقد صاحبنا أن هذا المتمرد لا يتعدى شخص قد فقد عقله أو مسه مس من الجن! 

فلننحي صاحبنا جانبا, وننحي أيضا ذاك المتمرد المجنون, ولنعطي لأنفسنا عدة ثواني, فقط ثواني كافية لطرح بعض الأسئلة "السخيفة", ولكن حذار!


حذار أن تكتشف مضيفتنا أننا سهوا قد توقفنا او أبطئنا العدو لنلقي بالا لتلك الأسئلة! فإن اكتشتفت بالخطأ أننا حقا قد أبطأنا العدو لسوف تشتعل غضبا وتثور ولن يهدأ لها بال حتى تطرد كل تلك الأسئلة السخيفة والخواطر الهالكة للوقت والتي من المرجح ان انتشارها سوف يفسد عليها ما قامت به كل تلك السنين لتبنيه وحدها بكل جِد وتعب!

فالحذر كل الحذر, فلربما ابطاء العدو يأخذنا للسير! ولربما في السير نتوقف و نتمهل!! لالا بل الأشد خطورة على مضيفتنا أننا نقف ونرجع حيثما أتينا! .. بالطبع ستعافر وتنازع ولكنها لن تصمد, ما سيوقفنا حقا هم المقبلون علينا في الطريق, ستوكل المضيفة لهم مهمة  عودتنا إلى الطريق الصحيح! والمسار المراد لنا أن نبقى فيه والتيه الذي اختارته هي لنا! ولن تتقبل أبدا أن نحيد عنه أو نخرج منه لنحذر  الضيوف الجدد!

 ويا ويلتها إذ أكملنا الطريق بحذر, نتربص بطريق بين الظلال أو دوران يؤدي بنا حيثما نريد, وحتى حيثما في استطاعتنا الهروب مما نحن عليه ونطلق لأنفسنا العنان حتى نبدأ من جديد, ونجرب من جديد, ونختار حقا ما نريد لا ما يُراد بنا أن نريد!



فلنختلس ثوان معدودة ونتساءل..
من نحن؟
لما نحن هكذا؟
أين نحن و ما هو موقعنا من هذا الفضاء الواسع؟
ولما نحن هنا؟ لا على القمر؟ أو أي مكان آخر؟
لما نحن ملتنا؟ عقيدتنا؟ وحتى لما نحن جنسيتنا؟
لما أو لمن حقا ولاءنا؟ و لما لهم هم دون غيرهم؟
..
لماذا وُجدنا على هذا المكان من الكوكب؟ في هذا التوقيت بالتحديد؟ ونعرف هؤلاء الاناس بالتحديد في هذا الوقت من الزمان والمكان؟
..
لما عائلاتنا هم عائلاتنا؟ و لما بيوتنا هي بيوتنا؟ لماذا؟
..
لماذا خُلقِنا هكذا؟

نعم هي دعوة للتدبر




عسانا نتذكر ما نسيينا, عسانا نرى ما لم نراه أبدا من قبل, عسانا نتحرر من عبودية الدنيا ودواماتها ونخلص أنفسنا و نرتقي

نعم هي دعوة للخلاص والرقي والعودة للأوطان .. أوطان الفكر الحر .. أوطان السماء و الكون المنبسط ..

دعوة خارج الحدود وبلا حدود عساها تتطرق بنا خارج المألوف .. وخارج جميع ألوان الطيوف .. فقط الضياء المُطلق .."النور"

Monday, February 18, 2013

*85* من خَلَق خالق الخَلْق؟ .. دعوة للتَفَكُّر


يبدو العنوان لبعض الناس (القليلة) مألوف بعض الشيء و حديثه مُكرر
وللبعض يعتقد فيه دعوة للـ "إلحاد" 
و البعض سينكر علي ما أكتب 
و البعض لن يكلف نفسه القراءة حتى (يا عم فكك)
و لكني أنشد هؤلاء الـ "بعض" الذين يكلفون أنفسهم عناء التفكُّر
فإليكم مني دعوة للتفكُّر .. و لوضع أنفسنا و لو لقليل من الوقت في مكان من سلك طريق الإلحاد!

و هنا أقصد بالإلحاد التفكُّر النابع من حقيقة البحث عن الحقيقة ليس إلا
و هو في الأصل ليس إلا طريقا ربانيا يعرفه المسلمون من القرآن أن التدبر و التفكر في الكون و الوجود ما هو إلا هدي رباني في طريق البحث عن الحقيقة و "الحق"
--
سأكتب أفكاري المتناثرة عبر بضع سنين قليلة لي على هذا الكوكب.. في دعوة نفسي للتفكُّر الحر
فاعذروني فيما سأكتب لأن هذه أفكار نفسي الداخلية فلا تؤاخذوني عليها, إنما إن أخطأت فصوبوا لي عسى تعم المنفعة
--
(باكلم نفسي كأني شخص بيقنع شخص .. و ده حالي عموما مش بس في الموضوع ده)

طيب أنا هاكتب عن شيء شاغل عقلي من صغري, و اليومين دول بدأ يلعب بدماغي تاني كتير و هو "الإلحاد"


الفكرة هي مش الإلحاد كـ ظاهرة و لكن كـفكر. من و أنا صغيرة كنت بافكّر هو لو كل حاجة ليها أصل و لها "واجد" طيب مين أو "إيه" وجد ربنا؟
مرة تشاركت مع صاحبتي الأفكار ولقينا إننا بنفكر في نفس الحاجة .. ده كان تقريبا في 4 إبتدائي لما تشاركنا الفكرة, كان مشاركتنا نابعة من إننا حاسين إننا أغراب و بنفكر في حاجات غريبة.

بعدها بفترة طويلة جدا (شوية سنين كتير كدة) على إذاعة القرآن الكريم سمعتهم وهم بيقولوا الأسئلة اللي بتيجي على أذهان الأطفال و إزاي نتعامل معاها يعني .. لما جم للسؤال ده كان الرد "استعيذ بالله من الشيطان الرجيم, لإن ده فكر من الشيطان" .. حسيت لوهلة "إنتوا بجد يعني؟" .. طيب انت اديتني حل إزاي أبعد الفكرة عني لوهلة بسيطة عشان خايف على الناس البسطاء فكريا من الكٌفر و ده بسبب التخاذل الدعوي من المسلمين للمسلمين .. أو يمكن عشان كنا في العصر الفاشي السابق فالناس أصلا كانت بتنسى الدين و الطبقة اللي تحت خط الفقر أساسا مايعرفوش عن الدين غير المصطلح إلا من رحم ربي و ده بفضل الفقر و الفساد ... إلخ

فضل الموضوع مؤرقني فترة, مش عشان اهتزاز العقيدة (لإن العقيدة عندي بنيتها من و أنا صغيرة على أسس المعجزات العلمية في القرآن و بنيت عليها بقى كل حاجة, فلما أتزعزع أفتكر المعجزات العلمية و الخطاب العقلي في القرآن فارجع ابعد الأفكار الغريبة من دماغي) لكن لشغف معرفة إجابة منطقية, أو رد تفكيري تحليلي, و اللي للأسف حتى يومنا هذا ماسمعتوش من شيخ أو حتى بني آدم عادي.. لغاية ما قررت أشتري كتاب "حوار مع صديقي المُلحد" لد. مصطفى محمود

بصراحة أنا كنت جايبة الكتاب لسبب تاني, و هو بصفة عامة تناول المآخذ على الإسلام و الأسئلة و الشبهات و الرد عليها لغير المسلمين. بس في البداية لقيت تناول للموضوع المؤرقني ده .. و لخصه في مثال مش فكره نصه بالظبط و لكن كان بمعنى

لو حطينا نفسنا مكان العرايس اللي بنحركها بصوابعنا في مسرح العرايس (زي بتاعة الليلة الكبيرة), و تخيلنا إنهم بيفكروا و كدة فينا لإننا اللي صنعناهم, أكيد أول سؤال هيسألوه "هو إزاي البني آدمين مافيش خيط حد بيحركهم منه زي ما احنا في خيط بيحركنا؟" 
بمعنى آخر, إزاي اللي صنع الحاجة مش زي المصنوع؟ و ده طبعا لضيق تفكير المصنوع!  
إنعكاس على سؤال البني آدمين: هو مين خلق ربنا؟ ما هو إحنا اتخلقنا و كل حاجة في حياتنا ليها أصل, يبقى إيه أو مين اللي خلق اللي خلقنا؟ 
دي كانت بالنسبة لي زي اللي لقى لقية! الراجل ده بيفكر أهو و زي الفل! أمال مافيش حد طلع قالنا الكلمتين دول ليه أو حاجة زيهم قبل كدة؟!! 
--

حاجة تانية سمعتها و أنا باحضر ورشة عمل بتتكلم عن الشبهات و الأسئلة اللي بيوجهها غير المسلمين للمسلمين في تشكيك أو بحث عن الحقيقة, و هدف الورشة كان الإلمام بأغلب المواضيع الجدلية و فين هو الرد الصحيح عليها سواء من القرآن و السنة أو من حيث "المنطق" .. اللي سمعته كان مفهوم(أسلوب) متعارف عليه في الكليات العلمية 
وهو "مفهوم المخالفةو اللي بيعتمد على عكس الشيء للوصول إما لإثباته أو نفيه

استخدمه مفكر غربي كالآتي:
- الخالق لا وجود له
- إذا فأنا أفكر
- إذا فأنا "موجود"
- و بم أنني لم أوجد نفسي
- فحتما هناك من أوجدني
- إذا فهناك خالق (واجد) لي (أنا الموجود)
 --
(باكلم نفسي بردو)

طيب أنا ليه باكتب الحاجات دي دلوقتي؟ هي بقالها فترة فعلا شاغلة نفسي .. يعني تيجي تقولي "ما وراء الخالق؟" فأقوم ردة عليها بالمعجزات العلمية اللي يليها الكمال في الدين و السنة فتقوم قافلها بقها و تبعد عني .. و بعدين تيجي تاني
الحوار الداخلي كله مابياخدش ثواني .. بس متكرر معايا كتير .. عشان كدة قررت أدعي نفسي للتأمل تاني و ده اللي طلعت به المرة دي:

أنا دايما باحط نفسي مكان اللي قدامي خصوصا لو اختلافنا ديني و فكري زي مسلم و مسيحي أو مسلم و ملحد أو مصري و مش مصري .. عشان ساعتها مش باعرف انسى اننا مختلفين لإنه بيكون حاجة ظاهريا واضحة بعكس الناس اللي زيي خارجيا و فكر عام بس بانسى إنهم مختلفين عني بردو و كتير للأسف مابحطتش نفسي مكانهم إلا في أوقات الذهن الصافي مع نفسي

المهم, فمن شوية كان وقت من الأوقات اللي حطيت نفسي مكان المتشكك في حقيقة الخالق, أو بيرفضها و بيتبع نظرية "داروين" و نظرية ال evolution اللي معتمدة حقيقة إننا اتوجدنا (أي كوكب الأرض و ما عليه من حياة) بالصدفة, لما مش عارفة انفجار ايه حصل في الكون الخارجي أسفر عنه كل اللي على الأرض و ما حولها من فضاء

النظرية نفسها سمعتها أكتر من مرة بس مش متعمقة في تفاصيلها علميا عشان من طبيعتي ماباعرفش حد ياخدني في "دوكة" و يجيب من الآخر, لازم براحة كدة "أفصص" الدنيا من الأساس, ففكرت:

لو الملحد بيعتقد إن "الكون" انفجر بالصدفة .. يعني إذا الإنفجار ده هو "الأصل" اللي مافيش حاجة قبله
و مش هاسأل و أقول مين اللي خلق الشيء اللي اتفجر و لا ايه اللي سبب تفجره عشان كدة هنوصل لدوامة إن كل حاجة وراها حد أو حاجة مسببة و مش هننتهي .. فنسلم إن تفكيرنا تعب من التفكير .. فققرنا نقف عند الإنفجار و نقول إنه الأصل

الحلو في الموضوع بقى, إن ليه مانقولش إن إحنا كمان كـ مسلمين يعني اتبعنا نفس الفكر؟
احنا سألنا أسئلة مين وجد الشمس و مين وجد القمر و مين وجد "الوجود" .. و بعدين قلنا خلاص اللي وجدنا هو "حد" أو "حاجة" غير جنس البشر أطلقنا عليه "إله" .. طيب هم ليه مش آلهة؟ .. هنقول يمكن يكونوا آلهة! بس اللي خلقة الكورة الأرضية و كل اللي عليها و كل اللي بتؤثر فيه و بيتأثر بيها من الفضاء الخارجة هو "واحد" .. لإن بالبلدي كدة "ريسين على مركب تغرق" و بالتالي مع النظام الدقيق جدا اللي ماحصلش في يوم انه اختل موازينه للأرض و اللي عليها و اللي بيتأثر بيها .. فوصلنا إن اللي خلق كل ده هو "واحد"

طيب هل فيه آلهة تانية خلقت أماكن و حاجات تانية إحنا ماتوصلناش ليها؟
جايز!

بس إيه بقى اللي حصل .. اللي حصل إن "إله" الأرض بعتلنا احنا أهل الأرض على مر الأزمنة رسايل في شكل "كتب" و "أوراق" عن طريق بني آدمين مننا أسماهم الإله "بالرسل" عشان بيوصل رسالة أو "نبي" عشان بيوصل نبأ معين, أو بني آدمين تانيين اجتمع فيهم توصيل الرسايل و الأنباء.
عرفنا منين إنهم مش بيفتوا؟ و لا بيكدبوا؟ من المعجزات العلمية اللي ميزهم الخالق بيها و ده بيوضح قد إيه الخالق عايزنا مانتبعش أي حد يقول أي حاجة ولكن "نعرفه بالعقل" اللي خلقه لنا
"المعجزات" هي أشياء يعجز البني آدم عن فعلها و عن كيفية فعلها حتى, لكن لا يعجز عن فهمها و إدراكها
و بم إن الإنسان عاجز عنها, يبقى اللي صنعه و أوجده هو اللي أوجدها, ولا إيه؟

طيب من هنا بقى بدانا نعرف حقايق و توجيهات و هنا الخالق قالنا في رسايل القرآن إنه
 (هو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن و هو بكل شيء عليم)!
إيه ده! مش ده السؤال اللي بدأنا بيه التفكير في كل ده؟! ده "الخالق" جاوبنا عليه! ده مش بس كدة لكن كمان من أسمائه المستخرجة من رسايل القرآن إنه هو "الواجد" ! يعني مفيش حد وجده .. يعني هو مش "موجود", يعني هو مش "مفعول به" لكن هو "الفاعل" هو "الواجد"

و في المرحلة دي من مراحل التفكير, قررت أكتب اللي وصلت ليه, لعل و عسى يكون السؤال اللي كان بيؤرقني يكون بيؤرق حد تاني مش لاقي له تسلسل منطقي فياحبذا يلاقيه هنا في دعوتي للتفكر :)

أخيرا كدة اللي فاضلي, إني أقرأ الرسايل و أتدبرها, لعل الخالق يمن علي بتدبر سليم و حكمة لآياته زي ما مَن علي بمحاولة التفكير بشكل منطقي 

الحمد لله . ربنا فعلا عرفوه بالعقل :)