Friday, March 8, 2013

*86* صحبة في رسالة (بمناسبة موسم التزاوج)

في وسط موسم التزاوج و الخطوبات اللي قعد له حبة حلوين كدة, كنت مرة معزومة على خطوبة, خطوبة صديقة عزيزة عندي أوي
و على غير العادة كنت مهتمة هالبس إيه مع إيه و هارتب لليوم إزاي. المهم قعدت ألف يومين على حاجة صغيرة أوي كانت ناقصة, و لفيت كمية لف مش طبيعي و مالقيتش حاجة. قلت يمكن أنا اللي جاية على آخر وقت أدور, معلش أنزل تاني يومها الصبح يمكن ربنا يكرمني. و زيه زي اللي قبله مالقيتش حاجة, مش بس كدة ده اليوم ده الدنيا من بيتنا لعباس العقاد كانت واقفة بمعنى مفيش عربية بتتحرك و ده كان شيء غريب جدا, قلت معلش يمكن مقدرلي أشوف حاجة في مكان قريب .. ألف ألف مفيش حاجة, حسيت بخنقة إن ربنا مش مبارك لي في يومي ولا في قضاء حاجتي ولما كان وقت العصر فلقيت مسجد في سكتي دخلت صليت و قلت أعمل الحاجة اللي عمرها ما خيبت ظني أبدا..

افتح المصحف على صفحة عشوائية و أقرأ رسالتي من ربي, أصل بالنسبة لي مفيش حاجة بتحصل عشوائي, كل شيء مقدر, و لما باقرأ من المصحف بيكون مقدر لي أقرأ آية أو معنى يوصلني من آيات يجاوب على سؤالي أو يهدئ روعي ويطمني. باقرأ الصفحتين اللي بافتح عليهم و في أول آيات بتكون الإجابة
المرة دي, كان بالنسبة لي صدمة و حزن شديد, المرة دي كانت الإجابة في أول آية أفتح عليها, كانت..

(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)

أنا كان بقالي بعيد عن صحابي, و بم إن طول عمري كنت بعيدة بنسبة صغيرة, فمع دخول مجتمعات مختلفة البعد ده زاد وخصوصا بعد ما لقيت في المجتمعات دي من هم أقرب لفكري و منظوري للحياة, بس صحابي في قلبي, معزتهم غير أي حد, و كان صعب أوي ماحضرش لأي ظرف كان, و رغم إن آخر فرح حضرته كان قبلها بكتير و كان قلبي مقبوض من الجو بتاعه و الأغاني و الرقص, بس المرة دي كان صعب أوي ماروحش. و لما قرأت الآية بكيت أوي, ماعرفتش أعمل إيه و الرسالة واضحة مفيهاش أي ألغاز

في الآخر قررت أروح أجامل و شوية و أمشي, بس اللي حصل إني الشوية بقوا كتير, مش عشان صحابي كانوا واحشني و كدة, لأ, بس عشان أنا من صدمتي من جو الخطوبة بنوعية الأغاني و الرقص ... إلى آخره, فقدت تركيز لفترة كبيرة و أنا هناك. لفترة قعدت مع نفسي مش قادرة أستوعب..

هو أنا اللي بعدت فنسيت؟ و لا الناس هي اللي اتغيرت؟ و لا احنا بننسى؟ و لا هو فيه إيه؟

حاولت ماظهرش ده بس كان صعب جدا, حاولت أفضل جنب صاحبتي فترة بس أتأملها و أنسى كل اللي بيحصل حوليا و بس أركز في الشعور اللي بيبكيني من جوايا من فرح لفرحتها و خوف و حزن على الوسيلة اللي تمت بيها فرحتها

اليوم ده أنا ندمت, ندمت إني ما استمعتش للرسالة و نفذتها, حقيقي ندمت, لكن بارجع أقول لكل شيء سبب. و أنا لو كنت قعدت في البيت كنت هاندم إني ماروحتش و هافضل متضايقة, لكن مرواحي أكدلي عن يقين إن من يتبع الحق, حق على الله سعادته ورضاه
--

في الخطوبة و لما كنت قاعدة مع بقيت صحابي على التربيزة ماكنتش عارفة أخفي همّي, فقررت أسألهم حاجة عشان أشتت نفسي شوية "هو أنا لو عملت فرحت إسلامي هتحضروا؟" السؤال بالنسبة لواحدة و صحباتها هو سؤال غريب! هو فيه واحدة ماتحضرش فرح صاحبتها مهما كان؟ المهم هم قلبوا الموضوع هزار و قعدوا يضحكوا, بس أنا جوايا كان السؤال بجد .. هو إنتوا فعلا ممكن تحضروه؟ أصل أنا مابقيتش حاسة بالمشترك بينا!

الخطوبة خلصت و مشينا و أنا بعدها اختفيت و بقيت أتجنب الكلام عن أي تفاصيل .. مابقتش عارفة هو المفروض أعمل إيه؟ ولا أقول إيه و لمين و إزاي! زمان لما كنت باتكلم عن الحجاب و احنا صغيرين كانوا بياخدوه بقفش .. و مع الوقت مابقيتش أتكلم و لا في صح و لا في غلط و لحد النهاردة مفيش في إيدي غير الدعاء

بس كان نفسي أقولهم أوي, أوي أوي, خصوصا لما واحدة قالتلي منهم في وسط الخطوبة بتهريج "فكي يا عسكري":

أنا مش اللي غلط, و مش اللي غريبة, و حضوري في حد ذاته كان قمة "الفك" 

أنا بس من زمان أدركت قد إيه أنا بعيدة عن الطريق الصح, و كل ما بامشيه فيه و أدور باكتشف قد إيه أنا أبعد و محتاجة حاجات كتير أوي عشان أكون بس على بدايته

أنا مش غريبة و مش معقداها .. بس أنا عرفت أمشي فين .. و شوفت و قابلت اللي عارفين طريقهم فين و باحاول أكون معاهم ..
مش عارفة أقول إيه, و مش هاعرف أتكلم معاهم ..نفسي  بس .. 

(يا ليت قومي يعلمون)

يا ريتهم يعرفوا قد إيه بحبهم, و قد إيه نفسي كنا نكون صحبة خير في الدنيا و في الفردوس سويا
معرفش إزاي هنكون و إحنا بعاد كل البعد عن الطريق..
 بس حسن ظني بربي خير..  هو الهادي