Wednesday, August 1, 2012

*64* الحل .. صلاة مودِّع

دايما الإمام في صلاة الجمعة بالذات (اللي كنت بانزل أصليها و أنا صغيرة) كان يقول "صلو صلاة مودع يرحمكم الله" ..
كنت دايما بحاول أستشعرها .. بس كان صعب أستشعرها و أنا شايفة إنها بقت مجرد كلمة بتتقال .. زي تعوّد كدة يعني ..

قريب لما بدأت أُدرك و أفتكر مع التجربة جملة "الصلاة عماد الدين" .. وقت لما حاولت أعتزل الناس فترة .. وقت ما الدنيا كانت حوليا خربانة من كل حتة .. و الحياة عندي بقت "بناقص بقى" .. ده كان بالظبط الوقت اللي حاولت أركّز في الصلاة 

أركّز بمعنى إني أبقى واعية لمعنى كل حرف بانطقه .. ماتبقاش الصلاة بتمر و أنا مش مركزة .. ماتبقاش كلمة "الله أكبر" بين كل حركة و التانية مجرد تعوّد .. كلمة بتتقال و خلاص .. و صلاة بتتقضى عشان ماشلش وزرها .. أخلص يعني و أتحاشى وزر تفويتها

بس لما - بفضل الله وحده - بدأت أركز فعلا في كل حرف أنا بانطقه .. و أجتهد في المحاولة إني ما اسرحش ..
لما حسيت إن الصلاة بالنسبة لي بقت هروب .. مش من تحمٌّل وزرها .. لأ هروب من الدنيا و مشاكلها و تعقيدادتها .. و لجوء لراحة نفسية .. خلوة مع نفسي أدعو فيها ربي .. 

ساعتها بس بدأت ألاحظ إن الدنيا بقت بتتغير .. ربنا ألهمني الدعاء بعد ما كنت ببقى مش باعرف أدعي لنفسي -و مازلت- بس بقيت أدعي لغيري بهدف "و لك مثله" .. بقيت أحاول أدعي لمشكلة معينة مش قادرة أحلها .. أدعي كتير و ألّح .. و سبحان الله مجيب الدعاء
ساعتها فهمت يعني ايه "الصلاة عماد الدين" .. يعني إيه مقولة الرسول صلى الله عليه و سلم لسيدنا بلال "أرِحنا بها يا بلال"
--

و لكن .. هي دنيا 
و الكل مبتلى
و النفس ضعيفة
و ما أكثرها من شهوات دنيوية تسعى لحجب الرؤى عن الآخرة .. عن العالم الحقيقي و ليس هذا العالم الإفتراضي (الدنيا)

و يبدأ القلب المتعلق بالله في الإنحياز عن الطريق .. ليس مباشرة .. ليس بتعلق بشهوة دنيوية قوية!
 و لكنها خطوات ..
تؤدي إلى خطوات ..
يزين لك أن الهدف نبيل .. و لكن الواقع ليس كذلك .. 

و تبدأ رحلة الابتعاد من جديد .. لحياة سابقة .. و أحيانا أضّل .. و أحيانا ينعم الله على الإنسان بنعمة "الإدراك"

نعم, كنت أُدرك الاختلاف و التغيير .. أدركته و كان الصراع قائما طويلا .. شد و جذب متواصل .. يقوى و يلين 
تارة أغلب نفسي و أُعان على الدنيا .. و تارة تغلبني نفسي و تعين الدنيا عليّ .. 

و لكن كما قلت فالإدراك حاضر .. و ذلك هو الفضل العظيم
إدراك الطريق للرجوع .. صلاة خاشعة .. ليست واحدة .. بل صلاوات .. أسلوب حياة 

و هي ليست باليسيرة بالمرة! .. فقد ابتعدت النفس كثيرا .. إذا فما الحل؟

"صلاة مودّع"

أتعي فكرة أن الأجل قائم في علم الغيب؟ أتعي أن ليس له وقت و لا سن؟
إذا عييت كما أعيه .. إذا فإننا حقا نعي أن اللحظة التي أكتب فيها هذه الكلمات ربما يأتي أجلي بعدها مباشرة .. أو خلالها .. أو.. لا أعلم
و لكني لا أضمن
لا أضمن أن أقوم لصلاة فأتمها
و إن أتتممتها فلا أضمن أن لا تكون الأخيرة

نعم الحل صلاة مودّع .. كاملة الاستشعار و التخيل أنها الأخيرة حقا 
فإن أطال الله في العُمر بعدها .. فله الحمد و الشكر من قبل و من بعد

و إن لم يطل .. فعسى أن تحتسب من خيرة خواتيم الأعمال
..

صلاة مودّع .. خمس تذكرات يومية .. بالتعود (بعد الإجتهاد) .. ستطبع على عملك خلال يومك
"ماذا إن توفاني الله الآن؟"

هكذا يكون السؤال .. قبل كل خطوة .. قبل كل صلاة .. قبل كل كلمة .. قبل كل رد غاضب على أي إنسان .. 

ماذا إن كان الآن؟ أو بعد خمس أو عشر دقائق ؟ 

أين أريد أن أكون بعد الخروج من  الدنيا (الحياة الإفتراضية)؟ و بماذا أريد أن أجيب على الملائكة عند السؤال؟
بماذا أريد أن ألقى الله و رسوله و المؤمنين؟

بماذا.. و أين .. و كيف؟

الحل .. صلاة مودّع

2 comments: